للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على الاقتصاد فهو يساهم بشكل كبير في نموه وتطوره من خلال التحليل العميق للبيانات الاقتصادية, اقرأ المقال لتتعمق في الموضوع.
يعد الاقتصاد من أهم القطاعات التي تعتمد عليها الدول لنموها وتطورها, بل أيضا له تأثير على رفاهية السكان وتوفير عيش كريم لهم.و من الطرق الحديثة التي تساهم في تطوير هذا القطاع وزيادة الانتاجية للدول هي استخدام الذكاء الاصطناعي فيه. لقد توسع مجال الذكاء الاصطناعي ليشمل أيضا قطاع الاقتصاد, ولكن ما هو تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد؟ وكيف يساهم في تطوير قطاع الاقتصاد؟ هل أثار ذلك فضولك, أكمل المقال لمعرفة الإجابة.
بداية لنتعرف على مفهوم الذكاء الاصطناعي في الحقيقة أنه اسم على مسمى, هو فرع من فروع علم الحاسوب وهو تكنولوجيا حديثة ومتطورة تهدف الى تطوير و إنشاء أنظمة حاسوبية ذكية قادرة على محاكاة الذكاء البشري, لتكون قادرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات المختلفة, بالإضافة الى القيام بمهام محددة.[1]
ولتكون هذه الأنظمة قادرة على فعل كل هذا, يتم استخدام الخوارزميات والنماذج الرياضية المختلفة لتدريب وتعليم هذه الأنظمة عن طريق تعريضها لبيانات مختلفة, ومن ضمن هذه التقنيات او المفاهيم التي تستخدم لتدريبها هي: التعلم الآلي, الشبكات العصبية, معالجة اللغة المختلفة, و التعلم العميق.
بعد تدريب هذه الأنظمة ستصبح قادرة على التفكير كما يفكر الإنسان, لهذا فإن له دور كبير في تطور العديد من القطاعات وأهمها قطاع الاقتصاد. ولكن كيف يكون تأثيره على الاقتصاد هذا ما سنعرفه لاحقا في المقال.
تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد له آثار ايجابية في نموه وتطويره, وهذا ما أشارت له الدراسة التي قامت بها شركة الاستشارات أكسنتشر Accenture, حيث شملت الدراسة 12 اقتصادا متقدما ممن يولون معا أكثر من 0.5% من الإنتاج الاقتصادي العالمي, وتوقعت أن الذكاء الاصطناعي سيضاعف معدلات النمو الاقتصادي العالمي السنوي بحلول عام 2035.[2]
إن استخدام الذكاء الاصطناعي سيحسن من الفعالية من خلال تحسين القدرة على اتخاذ القرارات عن طريق إمكانية التحليل الدقيق لعدد كبير من البيانات المالية. كما أنه سيفتح المجال لاختراع وإيجاد منتجات وخدمات جديدة من شأنها أن توفر فرص عمل جديدة وبالتالي زيادة الحاجة الى موظفين جدد.
أما عن تأثيره في الإنتاجية فإنه سيؤدي الى زيادتها بنسبة تصل الى 40% بسبب التقنيات المبتكرة التي تمكن من إدارة الوقت فيما يتعلق بالقوى العاملة.
كما أنه سيخلق قوة عاملة افتراضية تسمى "التشغيل الذكي" قادرة على حل المشكلات و التعلم الذاتي.
توظيف الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد له دور كبير في زيادة الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي خلال العام 2023 والتي تقدر أن تصل الى 100 مليار دولار أمريكي.
أشارت الدراسات الى أن توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال خدمة العملاء أدى الى زيادة رضى العملاء بمقدار 51% وزيادة استقطابهم والاحتفاظ بهم بنسبة 49%, مما يعني زيادة الأرباح والعوائد لهذه الشركات.
أما عن كيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي وتقنياته في المجال الاقتصادي, نستعرض لكم أبرز الاستخدامات:
إذا يتيح الذكاء الاصطناعي للعاملين في القطاع الاقتصادي من تحليل البيانات الاقتصادية بدقة أكبر, مما يجنبهم الوقوع في خسائر هائلة بالإضافة الى تحسين قدرة اتخاذ القرارات.
بالرغم من أن هناك العديد من الفوائد التي تطال بالقطاع الاقتصادي في ظل وجود الذكاء الاصطناعي إلا أن هناك بعض التداعيات السلبية له, قد يؤدي الى إنشاء شركات ضخمة جدا تمتلك الثروة والمعرفة مما قد يؤدي الى سيطرتها على الاقتصاد وبالتالي يؤدي الى آثار ضارة على الاقتصاد الواسع.[3]
كما أنه يؤدي الى زيادة الفجوة بين البلدان النامية والمتقدمة, فالدول التي ليس لديها الوصول الجيد للعلم والتكنولوجيا قد تتخلف أكثر.
سيؤثر الذكاء الاصطناعي على سوق العمل بشكل كبير, إذ قد يزيد الطلب على العمال ذوي المهارات العالية, في حين يفقد الآخرين وظائفهم فيصبحون عاطلين عن العمل بفعل أتمتة بعض الوظائف واستبدال الموظفين بأنظمة الذكاء الاصطناعي.
قد يؤدي أيضا الى زيادة الفجوة بين الطبقات الاقتصادية وانكماش القاعدة الضريبية، مما يؤثر على التمويل الحكومي وقدرتها على توفير الخدمات العامة.
الخاتمة
بالرغم من التحديات والمخاوف حول إدخال الذكاء الاصطناعي في قطاع الاقتصاد, إلا أنه سيكون له الأثر الكبير الإيجابي في تحسين الأوضاع الاقتصادية وزيادة الكفاءة و الإنتاجية وتقليل التكاليف. ستظهر وظائف جديدة متعلقة به فلا تتردد في الاطلاع على هذا المجال وتعلم كل ما يلزم لتكون من أوائل الناس ممن يدخلون هذا المجال.
المصادر