تعرف في هذا المقال على مفهوم الشبكة العصبية الاصطناعية في الذكاء الاصطناعي, وعلى مميزاتها التي جعلتها أداة أساسية من أدوات التعلم العميق.
يتفرع الذكاء الاصطناعي إلى علوم أخرى مثل التعلم الآلي والتعلم العميق, وعندما نتحدث عن التعلم العميق فإننا بلا شك سنتحدث عن الشبكات العصبية الاصطناعية.
تعد الشبكة العصبية الاصطناعية ركيزة أساسية في الذكاء الاصطناعي وتعد أساس تقنيات التعلم العميق, تعتمد هذه التقنية على محاكاة وظائف الدماغ البشري عبر أنظمة رياضية وخوارزميات معقدة, مما يمكنها من التعامل مع مشاكل مثل التعرف على الصور, وفهم اللغة الطبيعية, والتنبؤ بالبيانات, وغيرها من التطبيقات التي كانت في السابق تتطلب تدخل الإنسان.
كما أنها تعتبر حجر الزاوية في تطوير النماذج المعقدة والقدرات الحسابية العالية, مما يجعلها أداة لا غنى عنها في مجالات مثل الطب, والمالية, والتسويق, والروبوتات.
انضم إلينا في هذا المقال لتتعرف على مفهوم الشبكة العصبية الاصطناعية, وكيف تقارن بالخلايا العصبية البيولوجية, والعملية التي تتعلم من خلالها وأنواعها المختلفة, وتطبيقاتها العملية.
الشبكة العصبية الاصطناعية هي نموذج حاسوبي يستمد في تصميمه وإدارته الأفكار والمفاهيم من بنية ووظائف الدماغ البشري, إذ تحاكي الطريقة التي تنتقل بها الإشارات العصبية وتتفاعل في الجهاز العصبي البيولوجي. [1]
تتكون من مجموعة من العقد المرتبة في طبقات تبدأ بطبقة الإدخال التي تستقبل البيانات, تليها طبقات مخفية تعالج المعلومات من خلال أوزان متغيرة ودوال تنشيط رياضية, وتنتهي بطبقة الإخراج التي تنتج النتائج النهائية.
يعتمد نظامها على آلية التغذية الأمامية لمعالجة المعلومات ومن ثم على عملية الانتشار العكسي لتعديل الأوزان وتصحيح الأخطاء, مما يمكنها من التعلم والتكيف مع الأنماط المختلفة في البيانات.
بهذا الشكل, تعد الشبكة العصبية الاصطناعية ركيزة أساسية في تقنيات التعلم العميق والذكاء الاصطناعي, حيث تمكن الأنظمة من التعميم على بيانات جديدة وتحقيق أداء متميز في مهام مثل التعرف على الصور, ومعالجة اللغة الطبيعية, والتنبؤ بالأنماط المستقبلية.
تتميز الشبكة العصبية الاصطناعية بعدة أمور جعلت منها أداة مهمة في التعلم العميق, وهي:
تتميز الشبكة العصبية الاصطناعية بقدرتها على تعلم الأنماط والتكيف مع المعلومات الجديدة دون الحجاة إلى إعادة برمجتها, مما يجعلها مرنة وقادرة على تحسين أدائها باستمرار.
بعد تدريب نموذج الشبكة العصبية بشكل كافي, يمكنه أن يعمم الأنماط المستخلصة من البيانات التدريبية لتطبيقها على بيانات جديدة لم يتعرض لها من قبل, مما يحسن من دقة التنبؤ واتخاذ القرار.
يمكن تعديل هيكل الشبكة من حيث عدد الطبقات وعدد العقد داخل كل طبقة لتناسب احتياجات التطبيق المحدد, سواء كان ذلك في التعرف على الصور أو معالجة اللغة الطبيعية أو غيرها من المهام.
بفضل بنيتها الموزعة واستخدامها تقنيات متقدمة مثل التعلم العميق, تستطيع الشبكات العصبية التعامل مع كميات ضخمة من البيانات واستخلاص الأنماط والمعلومات المعقدة منها.
تتميز الشبكات العصبية بقدرتها على نمذجة العلاقات غير الخطية والمعقدة بين المدخلات والمخرجات, مما يجعلها مناسبة لمجموعة واسعة من التطبيقات التي يصعب نمذجتها باستخدام الطرق التقليدية.
مع تطور خوارزميات التدريب وأساليب تحسين الأوزان مثل الانتشار العكسي وتقنيات التعديل المستمر, تحقق الشبكات العصبية أداء عاليا في العديد من المهام التطبيقية.
تختلف آلية عمل الشبكة العصبية باختلاف نوعها, ولكن باختصار وبشكل عام هكذا تعمل: [2]
أولا: البنية الطبقية
تبنى الشبكات العصبية على طبقات تشمل عادة طبقة الإدخال التي تستقبل البيانات, والطبقات المخفية التي تقوم بإجراء الحسابات واستخلاص الميزات, وطبقة الإخراج التي تنتج النتيجة النهائية. بينما يعتبر هذا النمط شائعا (خاصة في الشبكات العصبية ذات التغذية الأمامية), هناك هياكل أخرى قد تتضمن مكونات إضافية مثل الاتصالات التخطية أو الدورات العودية.
ثانيا: عملية التغذية الأمامية
تنتقل البيانات من طبقة الإدخال مرورا بالطبقات المخفية وصولا إلى طبقة الإخراج. تقوم كل خلية (أو عصبون) بحساب مجموع الأوزان للمدخلات ومن ثم تطبيق دالة تنشيط, مما يدخل عدم الخطية في العملية ويمكنها من اكتشاف الأنماط المعقدة في البيانات.
ثالثا: دوال التنشيط
تستخدم دوال التنشيط (مثل ReLU, والـ sigmoid, وtanh) لتحديد مدى تنشيط العصبون بناء على مجموع المدخلات الموزونة, حيث تساعد هذه الدوال الشبكة على تعلم وتعبير العلاقات غير الخطية, كما يمكن اختيار دوال مختلفة بناء على طبيعة المشكلة أو الهيكلية المستخدمة في الشبكة.
رابعا: عملية التعلم والانتشار العكسي
تتم مقارنة مخرجات الشبكة بالقيم المستهدفة باستخدام دالة خسارة لقياس الخطأ, و يستخدم الانتشار العكسي لحساب تدرجات الخطأ بالنسبة لكل وزن في الشبكة, ومن ثم تحدّث الأوزان باستخدام خوارزميات تحسين مثل الانحدار التدريجي لتقليل الخطأ تدريجيا. هذه العملية التكرارية في تعديل الأوزان هي التي تمكن الشبكة من "التعلم" من البيانات.
خامسا: التعميم
باستخدام تدريب مناسب وتقنيات تنظيم مثل Regularization تستطيع الشبكة التعميم من البيانات التدريبية لتقديم تنبؤات دقيقة على بيانات جديدة لم تستخدم أثناء التدريب.
تتنوع الشبكات العصبية الاصطناعية حسب التطبيق والهيكلية, فيما يلي أبرز الأنواع: [3]
تتكون من نموذجين متنافسين: مولد (Generator) ومميز (Discriminator), وتستخدم في توليد بيانات جديدة مشابهة للبيانات الأصلية, مثل الصور والأصوات.
تستخدم الشبكة العصبية الاصطناعية في مجموعة واسعة من المجالات, مما جعلها أداة لا غنى عنها في عالم الذكاء الاصطناعي: [4]
ختاما, أثبتت الشبكة العصبية الاصطناعية جدارتها كأداة أساسية في التعلم العميق, إذ ساهمت في دفع حدود الذكاء الاصطناعي نحو آفاق جديدة. من خلال محاكاة وظائف الدماغ البشري, تمكنت هذه التكنولوجيا من تحويل مجالات متعددة مثل الطب, والصناعة, والمالية, وحتى الترفيه, إلى بيئات أكثر ذكاء وتفاعلا. مع استمرار البحوث والتطورات, من المتوقع أن تستمر الشبكات العصبية في لعب دور محوري في صياغة مستقبل تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتقدمة.
المصادر