تعرف في هذا المقال على ماهية الروبوتات البشرية, وما تاريخها وإلى أي عام تعود, إضافة إلى ذكر العديد من الأمثلة عليها مثل نادين وصوفيا, اقرأ المقال للمزيد.
هل سمعت بروبوت إيلون ماسك الجديد الذي يحمل اسم "أوبتيموس"؟ يقال أنه اخترعه ليقوم بالأعمال المنزلية ورعاية الأطفال والكلاب والنباتات, لم يكن شيئا مدهشا تماما, فقد رأينا روبوتات تقوم بأشياء مشابهة, منها ما هو قادر على الطيران, ومنا ما يسبح في البحار والمحيطات, ومنها ما يستخدم لنقل وحمل الأشياء والبضائع, وغيرها الكثير من أنواع الروبوتات, لكن ما هو مدهش حقا بخصوص هذا الروبوت أوبتيموس هو تصميمه الذي يشبه شكل جسم الإنسان.
الروبوتات البشرية أو Humanoids هذا النوع الذي يندرج تحته روبوت إيلون ماسك, في الواقع هناك الكثير من هذه الروبوتات الموجودة حاليا, والتي سنأتي على ذكرها في المقال.
الروبوتات البشرية يمكنك أن تتوقع لما تمت تسميتها بهذا الاسم, لأنها وببساطة تشبه الإنسان في شكلها وتصرفاتها وحتى طريقة سيرها, فهي محاكاة لشكل جسم الإنسان, سنتحدث في هذا المقال عن ماهيتها والغرض منها وبعض الأمثلة عليها, استعد لأنك ستتعرف عليها بالتفصيل.
الروبوتات البشرية هي روبوتات مصممة على جسم الإنسان, حيث تتكون من رأس وجذع وذراعين وقدمين, وبعضها قد تحاكي جزءا من الجسم كالجزء العلوي فقط. [1]
الهدف من تصميم روبوتات كهذه هي من أجل العمل مع الإنسان جنبا إلى جنب والتفاعل معه, ومحاكاة الحركة البشرية, كما أنها قادرة على التعلم منه, رغم شكلها الحديث والمتطور إلا أنها تعد من الروبوتات الخدمية المصممة خصيصا لخدمة الإنسان, من خلال أتمتة المهام مما يزيد من الإنتاجية وتقليل التكاليف.
تشمل المهام التي يمكن للروبوتات البشرية القيام بها, عمليات التفتيش والصيانة, والاستجابة للكوارث في محطات الطاقة, لتولي المهام الروتينية لرواد الفضاء في رحلات الفضاء, مرافقة كبار السن والمرضى, والعمل كدليل والتفاعل مع العملاء في دور موظف الاستقبال, وغيرها الكثير.
يطلق اسم Androids على الروبوتات البشرية التي تشبه شكل الذكور, أما الاسم Gynoids فيطلق على الروبوتات البشرية التي تشبه شكل الإناث.
قد تعتقد أن الروبوتات البشرية حديثة وجديدة, إلا أن العكس هو الصحيح, فكرة هذه الروبوتات قديمة جدا, حيث تعود الفكرة إلى عام 1774م, حين قام صانع الساعات السويسري بيير جاكيه دروز, وابنه هنري-لويس و جان-فريديريك ليشو, باختراع ثلاث آلات ذاتية الحركة. [2]
الأولى كانت روبوت أنثوي تعزف الموسيقى على آلة الأورغ من خلال الضغط بأصابعها على المفاتيح, الثانية كانت روبوت طفل صغير يستطيع رسم أربعة صور مختلفة, أما الثالثة فكانت أيضا روبوت طفل يستطيع الكتابة باستخدام قلم الريشة, حيث كتب نصا مكون من 40 حرفا, المذهل في هذه الآلات هي أنها لا زالت تعمل حتى يومنا هذا, إضافة إلى تصمميها الذي جعلها تبدو وكأنها فعلا على قيد الحياة, حيث يمكن ملاحظة حركة أعينهم حيث كانت تتبع حركتهم.
الروبوت WABOT-1 الذي اخترع في العام 1970م, تم اختراعه في جامعة واسيدا في طوكيو, كان لهذا الروبوت القدرة على المشي والإمساك بالأشياء بسبب احتوائه على مستشعرات, إضافة إلى نظام رؤية يساعده على قياس المسافات, و أخيرا, وجود نظام محادثة باللغة اليابانية. قدر الباحثون أن قدراته العقلية كانت مشابهة لطفل يبلغ من العمر حوالي عام ونصف.
في عام 2000 م قامت شركة هوندا بتصميم وتركيب روبوت يدعى أسيمو Asimo, وهو روبوت يعمل كمساعد للأشخاص ذوي الحركة المحدودة, لديه وظائف متعددة, حيث كان قادرا على التعرف على الأشياء والإيماءات والأصوات والوجوه, والتفاعل مع البشر, بالإضافة إلى التنقل بشكل مستقل بسرعة 1.8 ميل في الساعة.
لاحقا, تمت ترقيته ليصل إلى 3.7 ميل في الساعة مع إضافة قدرة صعود السلالم, وهو ما فشل في تنفيذه في عرضه الأول عام 2006, لكنه نجح فيه بعد شهر.
منذ ذلك الحين, لا تزال المنافسة على تصميم وتطوير الروبوتات البشرية مستمرا, بل و أيضا بوتيرة سريعة جدا.
الروبوتات البشرية تستخدم تقنيات متقدمة للتعلم والتكيف بسرعة, يتم تدريب هذه الروبوتات باستخدام الخوارزميات التي تمكنها من تعلم مهارات معقدة مثل الحركة الثنائية الأرجل, والتفاعل الاجتماعي, والتلاعب بالأشياء. يتم استخدام بيئات محاكاة رقمية توفر تجارب واقعية بدون مخاطر, مما يساعد على تحسين المهارات بسرعة ودقة. [3]
يتم تدريب الروبوتات من خلال تقنيات مثل التعلم الآلي الذي يسمح لها بتحليل البيانات واتخاذ قرارات مستنيرة في الوقت الفعلي, كما يتم استخدام التعلم بالتقليد, حيث تكتسب الروبوتات مهارات جديدة عن طريق تقليد الحركات البشرية التي يتم التقاطها بواسطة المستشعرات والكاميرات.
أما التعلم المعزز فيمكن الروبوتات من تحسين أدائها عبر التجربة والخطأ, حيث يتم مكافأتها على الأفعال الصحيحة ومعاقبتها على الأخطاء.
تتم عملية التدريب في بيئات رقمية أولا, حيث يتعلم الروبوت وتتحسن مهاراته قبل أن يتم تطبيقها في العالم الواقعي. وبعد اكتمال التدريب في البيئات المحاكاة, يتم استخدام النماذج على الروبوتات الحقيقية, حيث يمكن استمرار التدريب في الواقع لتعزيز الأداء بشكل أكبر.
اكتسبت الروبوتات البشرية شهرة كبيرة, ولعل من أشهرها ما يلي: [4]
يصنف الروبوت Ameca كأحدث روبوت بشري, يعمل كمنصة من أجل اختبار أنظمة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي, يتميز بقدرته على التعرف على الأصوات والوجوه, إضافة إلى وجود نظام استشعار يمكنه من تتبع الحركة في أرجاء الغرفة. الأدهى من ذلك أنه يمكنه التفاعل مع البشر, حيث يمكنه التعرف على العواطف, بل و أيضا يمكنه إظهار بعض التعابير مثل الدهشة والمفاجأة, والإيماءات مثل التثاؤب والهز بالرأس.
لعلك سمعت بهذا الروبوت, لأنه أشهر روبوت بشري في العالم, وإذا لم تكن قد سمعت به فهذه أهم المعلومات عنه, سافر الروبوت صوفيا حول العالم, ليس هذا فحسب, بل ظهر أيضا على غلاف مجلة, كما ظهر في برنامج تلفزيوني, وألقى خطابا في الأمم المتحدة. اكتسب صوفيا هذه الشهرة بسبب قدرته على معالجة البيانات البصرية والعاطفية والحوارية لتحسين تفاعلها مع البشر.
باستخدام كاميرات وأجهزة استشعار, يمكنها تحليل تعابير الوجه وحركات الأشخاص في محيطها. كما تستطيع تفسير المشاعر استنادا إلى تعابير الوجه ونبرة الصوت, مما يسمح لها بالتفاعل بعاطفة مناسبة.
بالإضافة إلى ذلك, يمكنها فهم اللغة الطبيعية, مما يتيح لها المشاركة في محادثات ذكية والرد على الأسئلة أو التعليقات بشكل ملائم, مما يعزز تفاعلها البشري بطريقة أكثر سلاسة. هل تعلم أنه أيضا قام بإلقاء كلمة في حفل تخرج بإحدى الجامعات!
كلمة بونيو هي كلمة يابانية تعني اللطافة والمرونة, تم إطلاقها على هذا الروبوت لأنه يجسدها من حيث مظهره الطري. يختلف الروبوت بونيو عن الروبوت الأخرى في طريقة حمله للأشياء, حيث أنه يعتمد على صدره وذراعه لحمل الأشياء الثقيلة بدلا من يديه فقط.
طورت ناسا بالتعاون مع شركة جنرال موتورز هذا الروبوت, حيث عمل جنبا إلى جنب مع البشر في الفضاء. كان روبونوت 2 أول روبوت بشري يصعد إلى الفضاء, عمل كمساعد في محطة الفضاء الدولية, لكنه عاد إلى الأرض في عام 2018 لإجراء الإصلاحات. على خطى روبونوت 2 تطمح الشركات الأخرى لتطوير روبوتات مشابهة في مجالات أخرى مثل أكوانوت Aquanaut من شركة نوتيكوس المتخصصة في الروبوتات البحرية.
الروبوت Pepper عمل في المدارس ومراكز الرعاية الصحية, كما عمل في فندق كموظف استقبال. هذا الروبوت قادر على التعرف على الوجوه واكتشاف العواطف, من استخداماته أنه عمل على مراقبة والتواصل مع كبار السن خلال الجائحة, ومؤخرا تم استخدامه كداعم اجتماعي في منشأة لدعم الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية.
نادين هي روبوت بشري وليست كأي روبوت بشري, تتميز بوجود شعر وجلد كما لو أنهما حقيقين, إضافة إلى وجود تعابير الوجه, وذلك من خلال وجود نظام عاطفي يعكس عاطفتها ومزاجها. أيضا, تتميز بقدرتها على التعرف على الوجه والكلام والإيماءات, اشتهرت في عملها في خدمة العملاء, كما أنها لعبت لعبة البنغو.
من الأمثلة السابقة نستنتج أن الروبوتات البشرية تستخدم في العديد من التطبيقات, مثل:
الخاتمة
في الختام, يتضح أن الروبوتات البشرية قد قطعت شوطا كبيرا في التطور والتقدم التقني. فهي لم تعد مجرد أفكار مستقبلية أو تكنولوجيا خيالية, بل أصبحت حقيقة واقعة تسهم في مجالات متنوعة. من خلال استعراض أبرز الأمثلة مثل "أوبتيموس" وروبوتات أخرى, نجد أن الروبوتات البشرية قادرة على تقديم مساعدات حيوية في العديد من المجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم والأمن وحتى استكشاف الفضاء.
كما أن قدرتها على محاكاة البشر في الحركة والتفاعل الاجتماعي يجعلها مفيدة في التعامل مع التحديات اليومية التي يواجهها الإنسان. إضافة إلى ذلك, التطور المستمر في تقنيات التعلم الآلي والتعلم المعزز يعزز من كفاءة هذه الروبوتات, مما يفتح الباب أمام استخدامات مستقبلية أكثر تقدما. يبدو أن المستقبل يحمل في طياته تطورات أكبر للروبوتات البشرية, حيث ستصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية, مما يسهم في تحسين الإنتاجية وتقليل المخاطر البشرية في العديد من المهام.
المصادر