يستخدم التعلم المعززReinforcement ML في تحسين قدرة النموذج على اتخاذ أفضل الإجراءات لتحقيق أفضل النتائج من خلال تفاعله مع البيئة المحيطة وتلقيه مكافآت.
في خضم وجود أنواع عديدة من التعلم الآلي, نبقى حائرين أمام النوع المناسب لتدريب النموذج, فبالطبع اختلاف المهمة تؤدي الى اختلاف نوع التعليم, فمثلا إذا أردنا تدريب النموذج على التنبؤ مثلا التنبؤ بحالة الطقس, فإن نوع التعليم الأنسب سيكون التعلم الخاضع للإشراف, أما في الحالات التي تتسم بوجود أنماط معينة في البيانات فإننا نلجأ الى التعلم غير الخاضع للإشراف, ولكن هناك نوع ثالث يسمى التعلم المعزز Reinforcement Learning, يظهر دوره في تحسين قدرة النموذج على اتخاذ القرارات للحصول على نتائج أفضل, كما هو الحال في ألعاب الفيديو مثلا حين يتطلب الأمر اتخاذ قرار معين حول كيفية اللعب للفوز باللعبة, فيكون دور التعلم المعزز هنا هو تدريب النموذج الذكي ليتعلم اتخاذ القرارات بشكل أفضل.
ولكن هل تعرف كيف يعمل أو ما هي مميزاته أو كيف يستخدم في المجالات المختلفة؟ في هذا المقال سنوضح لك الإجابات على هذه الأسئلة لذا ابق معنا.
التعلم المعزز Reinforcement Learning هو نوع من انواع تعلم الآلة وهو يعد مهارة اتخاذ القرارات بالنسبة لنموذج التعلم الآلي, حيث يتعلم النموذج من خلاله السلوك الأمثل في بيئة ما للحصول على أفضل النتائج الممكنة, وبالتالي يهدف الى تمكين النموذج من البحث عن السلوك الأمثل أو المسار الذي يجب عليه اتخاذه لتحقيق أداء أفضل واتخاذ القرارات الصحيحة في مختلف المواقف. [1]
يفتقر التعلم المعزز لبيانات التدريب على عكس التعلم الخاضع للإشراف الذي يتميز بوجود بيانات تدريب موسومة فبالتالي تكون النتيجة النهائية المطلوبة من النموذج معروفة, إذا كيف يتعلم النموذج باستخدام التعلم المعزز؟ يعتمد النموذج مبدأ التجربة والخطأ, من خلال تفاعله مع البيئة من حوله ومراقبة كيفية استجابتها, أي أنه يتفاعل مع حدث معين في البيئة من خلال قيامه بنشاط معين أو اتخاذ قرار ما ثم يراقب ردة فعلها على هذه الإجراءات, والتي تتمثل في النتائج إما أن تكون مكافأة أو عقوبة.
ومن خلال المراقبة المستمرة لها, يتعلم النظام أي سلوك حقق أكبر قدر من المكافاة و أقل قدر من العقوبة, تكرر هذه العملية باستمرار حتى يتعلم النموذج كيف يتفاعل مع الأحداث والظروف من حوله بالشكل الأمثل لتحسين سلوكه, اذا فإن النموذج يتعلم بشكل مستقل دون وجود مشرف وهذا ما يجعل التعلم المعزز خوارزمية قوية جدا.
هناك عناصر مهمة يعتمد عليها التعلم المعزز أثناء تعلمه, وهي: [2]
أما عن الطرق التي يتخذ فيها الوكيل القرارات فهي تتم بعدة طرق, من أهمها:
وهي خوارزمية مصممة لاتخاذ سلسلة من القرارات تتفاعل مع البيئة مع مرور الوقت, وبناء على هذه القرارات يقوم الوكيل Agent بتقديم معلومات حول حالة البيئة بشكل مستمر لتوجيه قراراته, ثم بعد كل إجراء تتحول حالة البيئة الى حالة جديدة وتعطى مكافأة بناء على الإجراء.
تقوم الخوارزمية بتكرار هذه العملية بشكل مستمر، حيث تقوم باتخاذ سلسلة من القرارات التفاعلية مع البيئة, ينشئ هذا التفاعل مسارا يتألف من ثلاثة عناصر رئيسية: الإجراءات التي يتخذها الوكيل، والمكافآت التي يحصل عليها بناء على تلك الإجراءات، والحالات التي تتغير بناء على تأثير تلك الإجراءات.
تتميز الخوارزمية بالتوجيه ليس فقط نحو تحقيق أقصى مكافآت حالية، ولكن أيضا نحو تحقيق أقصى مكافآت إجمالية. يعد هذا النهج ميزة بسبب تجنبه للنهج الطماع الذي يسعى فقط لتحقيق أقصى مكافأة في الحالة الحالية. بدلا من ذلك، قد تقوم الخوارزمية بتفضيل مكافأة صغيرة إذا كان ذلك سيؤدي إلى مكافأة إجمالية أكبر, وهذا يعزز قدرة الخوارزمية على اتخاذ قرارات استراتيجية تهدف إلى تحقيق أقصى فائدة على المدى الطويل بدلا من التركيز فقط على الفوائد الفورية.
هذه التقنية تشمل الحصول على السياسة الأمثل، وهي التي تحدد أفضل إجراء لحالة معينة، من خلال اختيار الإجراء الذي يعظم الدالة القيمة الحالية الأمثل لتلك الحالة. يتم حساب هذه الدالة القيمة الحالية الأمثل باستخدام عملية تكرارية، ويسمى هذا النهج "تكرار القيمة".
تبدأ الطريقة بتهيئة دالة القيمة الحالية (V) بقيم عشوائية، ثم تحسّن تقديرها تدريجيا حتى تتقدم نحو التقارب. خلال كل تكرار، يتم تحديث قيم Q(s,a) و V(s. يضمن تكرار القيمة الحصول على أفضل النتائج الممكنة من خلال تحسين دالة القيمة الحالية حتى تتقدم نحو حلا أمثل.
هناك المزيد من التقنيات المستخدمة مثل:
من أشهر الخوارزميات المستخدمة في التعلم المعزز: [3]
تعتمد الخوارزمية على مصفوفة المكافآت لتخزين القيم المكتسبة، حيث يتم تحديث هذه القيم بواسطة طرق مثل تكرار السياسة وتكرار القيم. في تكرار السياسة Policy Iteration ، يتم تحسين الاستراتيجية أو السياسة لتحقيق أقصى قيمة لوظيفة القيمة. بينما في تكرار القيم Value Iteration، تحدث تحديثات على قيم وظيفة القيمة لتعكس التغييرات في البيئة, تمثل Q-Learning رياضيا بالصيغة الآتية:
Q(s,a) = (1-α).Q(s,a) + α.R + γ.max QS2,a
حيث أن ألفا تمثل معدل التعلم, وغاما تمثل عامل خصم, أما R تمثل مكافأة, وأخيرا S تمثل حالة الخطوة التالية.
من أبرز الخصائص التي جعلت التعلم المعزز من أقوى الخوارزميات نلخصها بالمميزات الآتية: [4]
التحديات
من هذه المميزات نكاد نصدق أن التعلم المعزز مثالي ولا يمكن أن يكون له سلبيات, ولكن هناك عدة سلبيات وتحديات تواجه التعلم المعزز, منها:
يستخدم التعلم المعزز في مجالات متعددة و من أبرز هذه الاستخدامات:
الخاتمة
في الختام، يظهر التعلم المعزز كتقنية قوية في مجال تعلم الآلة، حيث يتيح للنماذج تحسين أدائها واتخاذ قرارات ذكية دون الحاجة إلى بيانات تدريب موسومة. يعتمد هذا النوع من التعلم على مبدأ التجربة والخطأ، حيث يتفاعل الوكيل مع البيئة ويتعلم من ردود فعلها، سعيا لتحقيق أفضل النتائج.
تعتبر العناصر الرئيسية في عملية التعلم المعزز، وهي الوكيل والبيئة والمكافأة، محورا أساسيا في تحقيق تحسن مستمر, حيث يستخدم تقنيات مثل Markov decision process ليتمكن من اتخاذ قرارات أفضل.
كما أنه يتميز بقدرته على تصحيح الأخطاء وإمكانية استخدامه في حل المشكلات المعقدة, و بفعاليته في تعامله مع تحديات تتطلب وقتا وجهدا طويلا. وأخيرا, يعتبر التعلم المعزز تقنية متطورة تلعب دورا هاما في تحسين الأداء في مجالات مختلفة، ويظل خيارا مهما في مستقبل تقنيات تعلم الآلة.
المصادر