التعلم الخاضع للإشراف هو أحد أنواع التعلم الآلي الذي يقوم على استخدام بيانات تدريب موسومة لتدريب النموذج أما على التصنيف أو التنبؤ, اقرأ المقال للمزيد.
عندما يأتي الأمر لتدريب خوارزميات التعلم الآلي فلا يمكن التكلم عن الأمر بشكل عام, لأنه يمكن تدريبها بثلاثة أنواع مختلفة تختلف تبعا لنوع البيانات والهدف المرجو من الخوارزمية, وهي: التعلم الخاضع للإشراف Supervised Learning, التعلم غير الخاضع للإشراف Unsupervised Learning, والتعلم المعزز Reinforcement Learning. تختلف الطريقة التي يتم من خلالها تدريب خوارزمية التعلم الآلي حسب اختلاف الهدف منها, هل الهدف منها هو التصنيف أم التنبؤ, بالإضافة الى حجم البيانات, هل حجمها كبير جدا لدرجة أنه لا يمكن التعامل معها بشكل تقليدي, أم حجمها صغير ولا تتطلب تعقيدا. في حال كنت ترغب في تدريب نموذج على وظيفة التصنيف, مثلا, تصنيف رسائل البريد الإلكتروني الى مزعجة أو غير مزعجة, أو تدريبه على التنبؤ مثل التنبؤ بسعر العقارات, حيث أن حجم البيانات في مثل هذه التطبيقات يكون كبيرا جدا ولا يمكن القيام به يدويا, فخيارك الأمثل سيكون باستخدام التعلم الخاضع للإشراف Supervised Learning.
لنفهم كيف يمكن أن يعمل علينا أن أولا أن نفهم ما تعريفه و ما أهميته وما الخوارزمات المستخدمة فيه, تابع معنا حتى لا يفوتك شيئ.
هو طريقة لتدريب خوارزمية التعلم الآلي باستخدام مجموعة من البيانات الموسومة, أي أنها تحتوي على العديد من الأمثلة للميزات والهدف, على سبيل المثال: إذا كانت لدينا صور فاكهة فإن الصور تكون المميزات والتصنيف المحدد لكل صورة (مثل تفاحة أو برتقال) يكون الهدف.
بمعنى آخر, أي نقطة في مجموعة البيانات تحتوي على تصنيف يعني أن النموذج سيتعلم باستخدام أمثلة معروفة. [1]
يستخدم التعلم الخاضع للإشراف في نوعين من الخوارزميات Supervised Learning وهما: التصنيف والتنبؤ, في التصنيف يتعلم النموذج من مجموعة البيانات ويصنفها إلى فئة محددة مثلا نعم أم لا, مزعج أم غير مزعج, ويسمى هذا النوع بالتصنيف الثنائي, أما لو اشتمل تصنيف البيانات الى أكثر من خيار, مثلا: تصنيف الصور الى فئة الفاكهة فقد تشتمل أكثر من خيار مثل التفاح, الموز, البرتقال وغيرها بحث يسمى هذا بالتصنيف المتعدد.[2]
أما التنبؤ فيساعد في التنبؤ بالمتغير الناتج المستمر بناء على متغير أو أكثر, كالتنبؤ بالطقس أو الأسعار أو الرواتب وغيرها. [3]
يتم تدريب نماذج التعلم الآلي باستخدام بيانات تدريب موسومة أي تتألف من أمثلة تحتوي على مدخلات مع المخرجات الصحيحة المتوقعة كما ذكرنا سابقا, فبالتالي يكون الهدف من تدريب هذه النماذج من تحسين مخرجاتها وإنتاج نتائج صحيحة ومرغوبة عندما تتعرض لبيانات إدخال جديدة.
وجود مثل هذه الأمثلة في بيانات التدريب يتيح له أن يتعلم منها بشكل تدريجي عن طريق تحليل البيانات وتعديل المعاملات باستمرار حتى ينتج النتائج المرغوبة. [4]
يستخدم النموذج ما يسمى بدالة الفقد Loss Function لقياس مدى اختلاف وانحراف نتائجه عن النتائج الصحيحة وتتمثل في الأخطاء التي يرتكبها أثناء توقع النتائج, والهدف النهائي يكون بتقليل كمية الخطأ الى أدنى حد.
للوصول الى هذا الهدف تقوم الخوارزمية بضبط معاملاتها الداخلية (مثل الأوزان) بحيث يتم تقليل هذه القيمة بشكل تدريجي, تكرر هذه العملية حتى يتم تحسين أداء النموذج, وبالتالي يكون قادرا على تحقيق الهدف الأكبر وهو أن ينتج مخرجات صحيحة عند مواجهة بيانات جديدة غير متوفرة في مجموعة التدريب، وذلك من خلال فهم شامل للأنماط والعلاقات في البيانات وتعميق تعلمه.
تختلف الطريقة التي ننفذ فيها التعلم الخاضع للإشراف باختلاف الهدف منه هل هو تصنيف أم تنبؤ بالإضافة الى اختلاف نوع البيانات, فيما يلي أهم الخوارزميات المستخدمة فيه: [5]
في سياق الانحدار الخطي، يتم توقع قيمة الإخراج عن طريق حساب مجموع مرجح لقيم المتغيرات المستقلة. يعبر عن هذا العلاقة الخطية بشكل رياضي في معادلة، حيث يتم توجيه الخوارزمية لضبط وزن وتأثير كل متغير مستقل لتحقيق أفضل توقع لقيم الإخراج.
هذا النوع من الانحدار يتيح للمحللين والباحثين فهم العلاقات بين المتغيرات والتنبؤ بالقيم بشكل مستمر، مما يجعله مناسبا لتطبيقات عديدة في مجالات مثل التحليل الإحصائي وتوقعات السوق وعلوم البيانات.
تستخدم هذه الخوارزميات بفعالية في مجالات عدة مثل تصنيف الصور، التعلم الآلي، والتنبؤ بالقيم المستمرة.
يستخدم Supervised Learning في عدة مجالات من ضمنها:
يعد التصنيف من أبرز تطبيقات التعلم الخاضع للإشراف، حيث يتيح للنظام التعليمي تصنيف البيانات إلى فئات محددة, حيث يمكن استخدامه في تحليل البريد الإلكتروني للكشف عن الرسائل الاحتيالية Spam وتصنيف الصور الطبية للتشخيص الآلي، والتعرف على الأشياء والكائنات في الصور.
يستخدم التعلم الخاضع للإشراف بشكل واسع في توقع القيم المستقبلية, مثلا في المجال المالي، يمكن استخدامه للتنبؤ في أداء الأسهم أو التوقعات الاقتصادية, أما في مجال الطقس، يمكنه تحليل البيانات التاريخية لتوقع الأحوال الجوية المستقبلية.
يلعب التعلم الخاضع للإشراف دورا كبيرا في تطوير أنظمة الترجمة الآلية، حيث يتم تدريب النماذج على اللغات المختلفة لفهم وترجمة النصوص بدقة. تطبيقاتها تشمل ترجمة المقالات والوثائق وحتى التواصل اللحظي عبر الإنترنت.
في مجال الرؤية الحاسوبية، يستخدم التعلم الخاضع للإشراف لتعلم التمييز بين الكائنات والأشكال في الصور, حيث يطبق هذا التطبيق في تقنيات الأمان الذكية، وفي نظم السيارات الذاتية حيث يتعرف النظام على المركبات والمشاة.
يستخدم التعلم الخاضع للإشراف لفهم وتحليل المشاعر المعبر عنها في النصوص، سواء كانت إيجابية أم سلبية, ويمكن تطبيقه في تقييم آراء المستخدمين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي فحص استجابة العملاء للمنتجات والخدمات.
للتعلم الآلي الخاضع للإشراف دور أساسي في تطوير نظم الرعاية الصحية، حيث يساعد في تشخيص الأمراض بدقة، وتوجيه العلاج الشخصي، وتوقع الحالات الصحية، مما يؤدي إلى تحسين إدارة المرضى وتكلفة الرعاية، وتحسين تجربة المريض.
تظهر هذه التطبيقات القليلة فقط من مجموعة واسعة من استخدامات التعلم الخاضع للإشراف، والتي تمتد إلى مختلف المجالات لتحسين الفهم واتخاذ القرارات بناء على البيانات المتاحة. يتوقع أن يستمر تطور هذا المجال في إحداث تحولات هائلة في عدة صناعات ومجالات حياتنا اليومية.
سنذكر في هذا القيم بعض من الخصائص التي تجعله من أهم تقنيات التعلم الآلي, بالإضافة الى بعض التحديات المتعلقة به:
المميزات
التحديات
الخاتمة
اذا يظهر التعلم الخاضع للإشراف Supervised Learning كتقنية مهمة جدا في مجال التعلم الآلي، حيث يسمح بتدريب الخوارزميات على البيانات الموسومة لتحسين دقة التنبؤ والتصنيف. من خلال استخدام مجموعات البيانات التي تحتوي على أمثلة واضحة ومصنفة، يمكن للنماذج أن تتعلم العلاقات والأنماط بين المدخلات والمخرجات.
تتنوع استخداماته في ميادين متعددة، بدءا من التصنيف والتنبؤ إلى الترجمة الآلية وتحليل المشاعر. يتيح هذا التنوع في الاستخدامات للتعلم الخاضع للإشراف أن يلعب دورا حيويا في تحسين الأنظمة واتخاذ قرارات دقيقة.
رغم الفوائد الكبيرة، تطرأ تحديات على هذه التقنية مثل التعامل مع البيانات الكبيرة والحفاظ على شفافية النماذج. ومع ذلك، تظل هذه التقنية محفزة للابتكار والتقدم في مجالات متعددة، مما يشير إلى مستقبل واعد للتعلم الخاضع للإشراف وتأثيره الإيجابي على حياتنا و صناعاتنا.
المصادر