تعرف في هذا المقال على أشهر أنواع للروبوتات مع أبرز الأمثلة عليها, بالإضافة إلى أشكال متنوعة منها لم تسمع بها من قبل, وأيضا ما هي مكونات الروبوت الأساسية.
لطالما كانت الروبوتات اختراعا مثيرا, وخصوصا في ظل تطور علم الروبوتات وإدخال الذكاء الاصطناعي إليه. لا تأتي الروبوتات جميعها بشكل واحد, فهي متعددة الأشكال والوظائف, منها ما هو ثابت في مكانه مثل الأيدي الآلية في المصانع, ومنها ما هو متحرك مثل الدرون!
تختلف أنواع الروبوتات باختلاف وظيفتها, فهي تستخدم في المجال الصناعي, الرعاية الصحية, الزراعة, التعليم, الترفيه, وغيرها. تكمن أهمية الروبوتات في أتمتة المهام الروتينية فبدلا من قضاء الإنسان وقتا طويلا في أداء مهمة روتينية يمكن ترك الأمر للروبوت, مما يتيح المجال للإنسان من التركيز على أمور أهم, كما تزيد الروبوتات من الدقة وتقلل الأخطاء, و تعزز من سلامة الإنسان من خلال استخدامها في تنفيذ المهام الخطرة بدلا منه, إضافة إلى قدرتها على العمل في ظروف مناخية أو بيئية قاسية. إذا ما أنواع الروبوتات, هذا ما سنعرفه في هذا المقال.
بداية لنتعرف على مفهوم الروبوت, يعرف الخبراء الروبوتات بتعريف مختلف, لكن بشكل عام وأساسي, فإن الروبوت هو آلة قابلة للبرمجة مصممة لأداء مهام معينة بشكل مستقل أو شبه مستقل, وتكون قادرة على التفاعل مع بيئتها المادية من خلال أجهزة استشعار ومحركات. [1]
يعتمد الروبوت على برمجيات تمكنه من تنفيذ المهام المطلوبة دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر, حيث يمكنه العمل باستقلالية كاملة أو تحت إشراف بسيط أو برمجة مسبقة.
يتميز الروبوت بقدرته على التفاعل مع البيئة المحيطة عبر أجهزة استشعار, مما يسمح له بفهم وتفسير المعطيات مثل الحركة أو الضوء أو الحرارة. كما يستخدم محركات وأجزاء ميكانيكية للحركة أو لتنفيذ المهام, مثل الذراعين أو العجلات, مما يجعله قادرا على أداء مجموعة متنوعة من المهام في مجالات مختلفة.
من تعريف الروبوت السابق, نستنتج أن الروبوت يتكون من مكونات أساسية مثل المستشعرات وأجزاء ميكانيكية, وبرمجيات, في الواقع هناك المزيد من المكونات التي يحتاجها الروبوت ليقوم بعمله, سنوضحها في هذا القسم: [2]
يختلف نوع الروبوت باختلاف تصميمه والمهمة المطلوب منه تنفيذها, لذا تقسم أنواع الروبوتات إلى ستة أنواع أساسية: [3]
الروبوتات المتنقلة الذاتية Autonomous Mobile Robots
كما يشير اسمها فإن هذا النوع من الروبوتات قادر على الحركة من تلقاء نفسها دون تدخل من الإنسان, أو بتدخل محدود جدا, حيث تكون مزودة بتقنيات مثل المستشعرات والكاميرات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي, من أجل جمع المعلومات من البيئة المحيطة بها وتحسس الأشياء من حولها, من ثم اتخاذ القرارات في الوقت الفعلي, والأهم من ذلك أنها لا تحتاج إلى الإنسان من أجل توجيهها, هذا يعني أنها إذا وجدت عائقا أمامها فإنها تتخذ القرار بالالتفاف عنه أو تغيير مسارها من تلقاء نفسها, تندرج تحت هذا النوع من الروبوتات 3 أنواع: [4]
الروبوتات الموجهة آليا Automated Guided Vehicles
يشبه هذا النوع إلى حد كبير الروبوتات المتنقلة الذاتية, إلا أن الفرق بينهما يكون بآلية الحركة, حيث أن الأولى غير محكومة بمسار حركة محدد, وإنما تتحرك بحرية.
أما الثانية فتعتمد على مسارات وطرق محددة يتم تحديدها إما بوضع أشرطة أو مغناطيس, أو قد تستخدم تقنيات أكثر تطورا مثل الليزر أو الكاميرات لتوجيه نفسها, إذا فهي تسلك ذات الطريق في كل مرة, ولكنها إذا وجدت عائقا أمامها فلن تستطيع اتخاذ قرار بتغييره, وإنما تحتاج إلى تدخل من الإنسان. تستخدم كذلك لنقل الأشياء وتحريكها من نقطة إلى نقطة وبالأخص الأشياء الثقيلة, من الأمثلة عليها: [5]
الروبوتات المفصلية Articulated Robots
يمكن أن يطلق عليها كذلك اسم الأذرع الروبوتية, اشتهر هذا النوع في المصانع, حيث تم تصميم هذه الروبوتات لتحاكي طريقة عمل الذراع البشرية, لذلك فهي مكونة من مفاصل تساعدها على الحركة مثل الدوران, قد يتراوح عدد المفاصل من اثنين إلى 10 مفاصل, وكلما زاد عدد المفاصل المحورية زادت قدرتها على الحركة بنطاق أوسع وأكبر وأسهل, مما يجعلها تقوم بمهامها بدقة أكبر.
من مهام الذراع الروبوتية, اللحام بالقوس, التعبئة والتغليف, مناولة الأغراض وتشغيل الأجهزة, إلى جانب استخدامها في المصانع من التطبيقات الأخرى لها: [6]
الروبوتات البشرية Humanoids
سميت هذه الروبوتات بهذا الاسم نسبة إلى شكلها الذي يشبه الجسم البشري, حيث تتكون من رأس وجذع ويدين وقدمين. على الرغم من أنها تندرج تحت الروبوتات المتنقلة ذاتيا, كونها قادرة على استشعار البيئة من حولها واتخاذ القرارات بنفسها, إلا أنها تستخدم لأغراض مختلفة, فقد صممت لأداء مهام موجهة لخدمة الإنسان أو التفاعل معه بشكل مباشر, مثل المساعدة, الإجابة عن الأسئلة, أو تقديم خدمات مثل الاستقبال والإرشاد.
الروبوتات التعاونية Cobots أو Collaborative Robots
هذه الروبوتات صممت بشكل أساسي للعمل جنبا إلى جنب مع البشر, هذه الروبوتات تشارك المساحات مع البشر وتستخدم لتخفيف المهام اليدوية أو الخطرة أو المرهقة في العمل, ويمكنها التفاعل مع البشر والتعلم من حركاتهم لتحسين أدائها.
الروبوتات الهجينة Hybrids
يتم الجمع بين أنواع مختلفة من الروبوتات لتطوير حلول هجينة قادرة على تنفيذ مهام أكثر تعقيدا, على سبيل المثال, يمكن دمج روبوت متنقل ذاتي الحركة AMR مع ذراع روبوتية لإنشاء روبوت مخصص لمناولة الطرود داخل المستودعات.
فضلا عن الأنواع السابقة للروبوتات, فإن لها أشكالا أخرى لتقوم بمهام مختلفة, مثل: [7]
تحتوي هذه الروبوتات على مستشعرات تستشعر رغبة المريض بالحركة, ثم تقوم بتشغيل المحركات بطريقة تمكن من الحركة المطلوبة. أعاد هذا الاختراع الأمل للمرضى المشلولين, حيث باستخدامها يمكنهم المشي مرة أخرى, من الأمثلة عليها بدلات Ekso وHAL الروبوتية.
الخاتمة
في ختام هذا المقال, نجد أن الروبوتات أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية, حيث تتنوع أنواعها ووظائفها بشكل كبير لتلبي احتياجات متعددة في مجالات عدة مثل الصناعة, الرعاية الصحية, الزراعة, والتعليم. من الروبوتات المتنقلة الذاتية التي تعمل باستقلالية تامة, إلى الروبوتات المفصلية التي تحاكي حركة الذراع البشرية, مرورا بالروبوتات البشرية والتعاونية التي تهدف إلى التفاعل المباشر مع الإنسان, نجد أن كل نوع من هذه الروبوتات له دور محدد يعزز من الكفاءة والسلامة في مختلف القطاعات.
مع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي, من المتوقع أن تزداد أهمية الروبوتات في المستقبل وتصبح أكثر تكاملا في حياتنا، مما يسهم في تحسين الأداء وتقليل الأخطاء البشرية.
المصادر